القصص الصحفيةثقافة وكتّاب

نقطة العودة

نور نيوز- آيه سريحين

فِي مثل هذهِ الأيام ، في الأربعةِ أعوام الماضيه قُلبت حياتي رأساً على عَقب وتراكمت فوق كتِفيّ قطع الزُجاج المُكسَّر ، ففي العام الأول مُزِّق جناحيَ الأيمن ، وفي العام التالي مُزِّق جناحيَ الأيسر …..

وبَعد …وَقفتُ على قدَميّ رَغم قَسوة الرياح وتكشّر أجنحتي ، إلّا أننِّي بِتُ قويةً صامده أروي فؤاديَ بذكر الله وأطمَئِنُ بإيماني بقدرته ، فما بعدَ الكسرِ إلّا القوّه.

أمّا فِي العامِ الثالث شعرتُ وكأن أنانلي قاربت أن تُلامِس النُجوم ، وكنتُ من أكثرِ البشر تفاؤلاً رغم الصعوبات ، وَ في بريقِ لحظةً خاطِفه هُزِمتُ مِن عُلوٍّ شاهِق ، وَ تَكسَّرت قدَمايّ وَفي ذلك الحين شعرت أنَّ كلَّ شيئٍ قد انتهى وشعرت أيضاً بإن أنامِلي مُحالاً أن تُلامِسَ النُجومَ يوماً…..

بَعد عدةِ أيامٍ على ما حَدث ، حاربتُ جُلَّ تلك الصدمات ، قلت أنتِ لستِ هكذا لستِ ضعيفةً ولا حتى يائِسه ، أجبَرتُ أجنحتي وَ قدمايَّ أنّ تُجبَر ، وَوقفتُ مِن جَديد ، قُلت انصِتي يا حوّا لم تُخلَقِي لتكوني شمعةً مُنطفِئه ، بَل أنتِ الضوءَ ذاتُه ، إنهضِي وَ حاربِي بقلبكِ الضَمِأ ، إروهِ بالحياة لِتُروى هذهِ الرُوح مِن جديد …

وَ بَعدْ وَقفتْ وَبدأتُ المسيرة بكل جِد وَ مع كامِلَ صَبرِي وتَفائُلي ، دَعوت اللَّه كثيراً وكنت على ثقة بأن اللهَ معي يراني ويشعر بي ، وأتى ذلك اليوم ، يومُ النتيجه ، كانت جميعَ حواسي تنتظر على أمل ، وَ قلبيَ ينبُضَ بِكامِلَ قِواه …. فجأة أصِبتُ بِرصاصةّ بصميمَ قلبي وَ هُزمتُ من جديد ….

هُزمتُ وَهُزِمَت جُلَّ مشاعِري ، ذابَت انطفَئت أُقتِمَتْ ، بِتُ تلك الفتاة الوحيده بينَ أربعٍ ، تعيشُ بينَ ستائِرَ الظلامْ، روحً ميته وجسداً حَي ، هكذا أصبحت ، أنفاساً تتخاطب مع بعضها ، وتنهيداتُ بكاءٍ يَرُدها صوت الصدى ، وحيدةً بلا رفاق بلا حياة ، كانوا رفاقي غرباءً بعض الشيئ ، كالمرآة ، الكتب ، والشموع المنطفئه ، ونجوماً تُضيئ سمائي كل ليله….

وفي أحد الليالي صادفت عينيّ نوراً قوي وإلى روحي كان قريب ، هو نور الحياة وهو دواءٌ لكل الصدمات ، هو نور أبي روحَ فؤادي وشمعتي المُضيئه للرسق الأخير ، أمسك بيداي وكلمت عيناه عيناي بكلِ حُبٍ وَ لُطفٍ وأمان ، قال يا ابنتي الكسرُ ليسَ ضعف بل هوَ لكِ القُوّه….

إغرورقت عيني بالدموع ، فمسح بيديه الواهنتان تلك الدموع وقال هذهِ تحرقني ، لا تبكي يا صغيرتي أنا هُنا بجانبك ، ولن أتخلى عنك مدى الحياة…

وَ من هُنا كانت نُقطة العوده ، نعم عُدت وأضئتُ جُلَّ مشاعلي وأوقفتُ تلك الدُموع ، وذهبت فعلت ما عليّ فعله ووضعت ما تبقى بداخلي من قوّه ، فعلت مقدرتي والباقي على اللّه ، فأرجوكَ يا الله أضئ شمعةَ فؤادِي …

«2023,8,16»

ها أنا من جديد ها أنا … عادت تلك الشمعه مُضيئةً كالسابق ، فعلتها نعم فعلتها ورأيت نور النجوم اليوم قريباً من روحي ، حالفني الحظ هذه المره ، واستفقتُ من جديد ورأيت السعودادة تملأ عينا والِدَيّ ، وازدادت روحي شوقاً لهذا الحُلم ، أشكرك يا الله على هذا العطاء الذي أروى روحي العطشه لتذوق طعم الحُلم.

#آيه عبد القادر سريحين ️

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى