طموحات الشباب أي واقع وما المطلوب؟؟
نور نيوز – سمر الصوالحي
تبلغ نسبة الشباب ممن هم اقل من ثلاثين عاماً ٦٣٪ والعمر الوسيط للسكان هو ٢٢.٤ عاماً
و يبلغ معدل البطالة في عام ٢٠٢١ وفق دائرة الاحصاءات العامة إلى ٢٤.٨٪ ولكن الواقع الحقيقي تصل هذه المعدلات إلى ٥٠٪ من الشباب عاطلين عن العمل وذلك في ظل تزايد أعداد الخريجيين مقارنة بالوظائف المطلوبة
طموحات الشباب اليوم هي بين الواقع والأمنيات تنتقل ذاتها من عام لأخر بدايةً بسوق العمل والتشغيل وقطاع التعليم والتدريب المهني والتقني، والتشريع ، وصولا للافعال العكسية التي تولدت لديهم نتيجة هذه المخرجات و المحددات ظاهرة الاحباط، وعدم توفر فرص عمل كافية لهم وأيضا التفكير في الهجرة ومن هنا يُدق ناقوس الخطر بين الشباب في الأردن بهجرة العقول إلى الخارج.
أهداف الشباب هي في الحقيقة طموح الشخص العادي وهي أبسط الحقوق التي يفترض أن تتوفر لهم، الواقع الذي يعيشون به الشباب اليوم هونتيجة قرارات وخطط لم تحمل في طياتها مستقبل الشباب ولا ننكر أن العامل الأساسي لكل هذه المحددات هو العامل الاقتصادي وهذا العامل يأخذ الشباب، وتفكيرهم إلى مناطق محصورة تأثر بهم على طريقة العيش والتخطيط للمستقبل والذي يرتبط نفسياً بمفهوم الحاجة
وكما نعلم أن المورد الحقيقي للأردن هم الشباب وان اهمالهم و اهمال طاقاتهم او السهو عنهم يجعل الاصلاح المطلوب في هذه المرحلة هش وبطيء
واليوم يجب وضع أولويات الشباب على طاولة صنع القرار بالنظر إلى التجارب العملية والنظرية، العربية والدولية واسقاطها على الواقع في قطاع التنمية الاقتصادية والسياسية وذلك قبل وضع الخطط والاستراتيجات من قبل صانع القرار
من هذه التجارب التجربة الصينية التي تستحق أن تكون نموذجاً تنموياً يقتبس منه و التي نجحت به في تنفيذ خططها وتعديل سياساتها والانتقال من وضع أدنى إلى أخر أعلى؛ فتحسن أداءها الاقتصادي والاجتماعي بل أيضاً النموذج الياباني وبلدان شرق أسيا وأندونيسيا وفيما بعد تركيا مع اختلاف الظروف الخاصة لكل دولة ولكن بنفس المحور المشترك للتنمية بين مختلف هذه التجارب الدولية
على سبيل المثال الأخذ بالتجربة التنموية الماليزية في التطور والتنمية وهي الاقرب إلى النماذج العربية
فقد كانت ماليزيا قبل أربعة عقود مجتمعاً زراعياً بحت واقتصادها قائم على تصدير المواد الأولية لتتحول فيما بعد إلى واحدة من أهم الدول المصدرة للسلع والتقنية الصناعية والانتقال من بلد فقير إلى بلد غني إذ انتقل معدل الفقر من ٧٠٪ إلى أقل من ٥٪؛ كما استطاعت تجاوز أزمات اقتصادية خانقة،و سعت في سياسات اصلاحها إلى إحداث تغييرات جذرية في هيكل الاقتصاد الوطني مما أدى إلى زيادة ملحوظة ومستمرة في معدل نمو الدخل القومي ،وقيامها بمحاربة الفساد والقضاء عليه
فإن التجربة الماليزية على سبيل المثال يجب أن تتم دراستها وتحليلها لمحاكاتها على الواقع المحلي لتحقيق التنمية والتقدم بحيث بالتجربة الماليزية قامت بتحجيم الفقر والبطالة وتوسيع خياراتها وتطوير الفرد بتنمية طاقاته وإمكاناته الفكرية والعملية
في الواقع أن هناك ثمة حلول للاصلاح منها تجارب عربية وأخرى دولية ولذلك لا بد من اسقاطها والعمل بتضمين هذه النماذج في الخطط والاستراتيجيات التنموية في القطاع الشبابي لخلق نمو جديد على المستوى الاقتصادي والسياسي والأخد بأولويات الشباب لان طموحهم هو طموح قائم على مستقبل المئوية الثانية لعمر الدولة
مدير عام وكالة نور الإخبارية-سمر الصوالحي
تابعونا على نبض من خلال الرابط بالأسفل لتصلكم أخبارنا أولاً بأول