شريهان حققت حلم والدتها بالنجومية.. وفشلت في العمل بالمحاماة مثل والدها

نور نيوز –
الفنانة شريهان احدى اهم نجمات الاستعراض في تاريخ الفن العربي..وسطرت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الفن..ولكنها منذ مولدها كتبت تعاقدا مع التعاسة والحزن والمواقف الصعبة في حياتها الفنية والشخصية..ما بين المرض والبحث عن إثبات نسبها والزواج العرفي وحوادث كادت تودي بحياتها..وفقدانها لأمها وشقيقها وشعورها بالوحدة والحيرة..«الأنباء» كشفت المستور في مشوارها الإنساني والفني.
رسالة صوتية قصيرة أرسلتها شريهان إلى ممثلة في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في عام 2002 جعلت حياتها تنقلب رأسا على عقب..ودخلت في دوامة شديدة..فبعد فوزها بجائزة أحسن ممثلة في المهرجان عن دورها في فيلم «العشق والدم»..وانتظار الجميع لها لتصعد الى خشبة المسرح لاستلام جائزتها فوجئ مسؤولو المهرجان بها ترسل رسالة صوتية تطلب إذاعتها على الحاضرين تعتذر عن عدم الحضور لمرورها بأزمة صحية وطلبت من الجميع الدعاء لها.. ورغم غموض الرسالة الا انه لم تمر أيام حتى كشفت تقارير طبية انها اضطرت لإجراء جراحة في الجانب الأيمن من وجهها بعد استئصال ورم خبيث سرطان الغدد اللعابية هدد حياتها وتمر بعدها برحلة علاج طويلة استمرت على مدى خمس سنوات تقريبا.. وتضطر سنويا للسفر الى باريس لمتابعة حالتها ومدى استجابتها للعلاج.
والدتها عواطف هانم سيدة الأعمال الفاتنة الحسناء ووالدها أحمد الشلقاني.. كانت الأم هي الزوجة الأولى للمصور السينمائي الشهير أحمد خورشيد.. الذي اعتبرها موديلا لصوره.. ودخل بها العديد من المعارض وفاز عن صورها بجوائز عديدة متنوعة في عدة مسابقات واشتاقت الأم لحياة السينما، تمنت أن تكون نجمة سينمائية..لكنه أخلف وعده كعادته.. وانجب منها الفنان عمر خورشيد وجيهان..ثم انفصلا..وتزوجت بعده بشاب عربي عاشت معه قصة حب طويلة انتهت بزواج عرفي طلبه العريس لزواجه من زوجتين تعيشان في جدة بالمملكة العربية السعودية، ووافقت الأم..واعتبر ابنيها مثل أولاده.. واستغرقت رحلة الزواج 10 سنوات انتهت بالطلاق كالعادة بعد أن ترك لها ڤيلا واسعة في الزمالك ومبالغ كبيرة في بنوك سويسرا ولندن….ثم تزوجت عرفيا من أحمد عبدالفتاح الشلقاني..وهو محام كبير ومن رجال الأعمال.. وانجبت منه الفراشة الاستعراضية الطفلة شريهان يوم 6 ديسمبر 1964..التي اضطرت بعد وفاته لإقامة دعوى قضائية ضد عائلة والدها بعد رفض عمها المحامي علي الشلقاني الاعتراف بنسبها وقرر حرمانها من ميراث أبيها.. واتهموا أمها بالطمع في ثروة الأب.. وظلت القضية متداولة في المحاكم لسنوات حتى فصل القضاء فيها وحكم بإثبات نسب شيريهان لأبيها.
المعجزة الصغيرة
وقررت أمها ان تحقق حلمها القديم ان تكون نجمة سينمائية من خلال ابنتها الصغيرة..والتحقت شريهان بمدرسة الباليه في سن اقل من العاشرة.. استقدمت لها مدرستين متخصصتين في البيانو والسباحة والباتيناج.. والأوكروبات.. ونجحت شريهان في كل الاختبارات وأمضت ثلاث سنوات في معهد الباليه بباريس وتدربت مع إبراهيم بغدادي مخرج الاستعراضات على الباليه والرقص الاسبانيولي والكلاكيت..ودفعت بها الى عالم الفن والتمثيل وعمرها تسع سنوات وبالتحديد عام 1973 من خلال انتاج فيلم سينمائى بعنوان (المعجزة) كتب خصيصا لها.. وحقق لها الانتشار في عالم الأضواء..وكانت البداية لتولد نجمة وهي عمرها صغير..وكانت الأم تتحمل مسؤولية اختيار أدوار الابنة والتوقيع عليها نيابة عنها.
وحين اصبح عمرها 16 عاما وجدت نفسها تتحكم في أموالا طائلة لا حصر لها فأشبعت هوايتها الاولى وتفرغت لاقتناء اغلى الملابس والسيارات والملابس وأدوات التجميل من الماركات العالمية بباريس ولندن..وهنا اصابتها الحياة بصدمة شديدة تعاني منها حتى الآن..حيث فقدت اهم أسباب سعادتها ومصدر أمانها في الحياة صديقها ومثلها الاعلى شقيقها عازف الجيتار عمر خورشيد في حادث سيارة أشيع انه مدبر للخلاص منه بسبب وسامته وغرامياته المتعددة..وبعده بسنوات قليلة فقدت اخر ما تملك من حنان وخبرة وثقة بعد وفاة والدتها التي كانت كاتمة أسرارها ومستشارها الحكيم..ووجدت شيري نفسها حزينة وحيدة حائرة فاقدة لاتزانها لان عقلها شارد وقلبها محطم.
زيجات شريهان دائما ما تكون مثار أزمات وتمثل احيانا قمة السعادة من فرط مذاقها الجميل..وكثيرا ما تكون شديدة المرارة.. فالزيجة الاولى تمت عرفيا ولكن بإعلان وإشهار..وتبدأ قصة تعارف شيري بزوجها الاول الثري السعودي علال الفاسي حين كان يتم تكريمها بأحد الفنادق ولم تتمكن من حجز غرفة لها لازدحام الفندق بالنزلاء..ففوجئت بعلال الفاسي يتنازل لها عن جناح كامل لأنه كان يستأجر ثلاثة طوابق كاملة..وفي الليل أصيبت بأزمة صحية شديدة وفوجئت بشقيقته هند الفاسي تصحب طبيبها الخاص لعلاجها والبقاء بجوارها حتى تعافت..وتوطدت صداقتها مع عائلة الفاسي وفوجئت بعلال يتقدم لها بطلب الزواج..وبعد فترة قليلة وفقت وتم الزواج..وكانت هدية الزواج قصرا فخما جدا بالمنصورية على مساحة شاسعة جدا..اضافة لمليون جنيه شبكة ومثلها مهر.. وهدايا ومجوهرات باهظة الثمن وتم إعلان الزواج ولكن بعقد عرفي وليس رسميا بسبب رفض أسرته زواجه منها..وبعد سنوات أصبحت المشاكل والخلافات بينهما مثار حديث الوسط الفني بسبب غيرته الشديدة وعصبيته وكثرة اعتدائه عليها بالضرب أمام الناس وفى عملها.. لدرجة تحريره محضرا ضدها بسبب رفضه نزولها المسرح وتقديم دورها في مسرحية «شارع محمد علي»، بحجة تعبها وخوفه عليها من حدوث مضاعفات تؤثر على حالتها الصحية.
وأصرت على الانفصال عنه وبعد جدل طويل ومفاوضات تولاها فريد شوقي الأب الروحي لها..تم اعلان الطلاق.
وبعد سنوات قليلة..فوجئ الوسط الفني بحرب إعلامية طاحنة تشنها الفنانة إسعاد يونس ضد الفنانة شريهان بسبب زواج الاخيرة من زوج الاولى الأردني علاء الخواجة والد ابنها عمر وابنتها نورهان بدأت بنفي إسعاد خبر زواج الخواجة من شريهان وتأكيدها ان شريهان كاذبة وانها لم تتزوج الخواجة.. ثم عادت وشنت حربا واتهمتها بخطف زوجها وتدمير منزلها وخيانة الصداقة وأشياء كثيرة نالت شريهان من زوجة زوجها.. واكتفت شريهان بالرد بكلمات قصيرة انها الزوجة الثانية لعلاء الخواجة رسميا..وهدأت الامور بينهما الى ان أصاب السرطان شريهان فكانت إسعاد هي الصديقة والشقيقة والممرضة لها..فتحولتا الى صديقتين حميمتين.
الغريب ان علاء الخواجة فاجأ زوجتيه العام الماضي بخبر زواجه من فاتنة لبنانية كانت صديقة لهما..ولكن هذه المرة غضبت اسعاد وشريهان معا..ويتردد ان قرار عودة شريهان للفن جاء ردا على زواج الخواجة لتؤكد له انها مازالت نجمة وسندريلا.
حادث غامض
المحضر رقم 13 أحوال بقسم شرطة سيدي جابر بالاسكندرية جاء نذيرا باقتراب نهاية نجومية شريهان سريعا، ففي العام 1990 وأثناء عودتها من الاسكندرية تعرضت لحادث مروع قيل عنه الكثير وانتشرت حوله الشائعات التي ربطت بين الحادث وبين عدد من الشخصيات المهمة في المجتمع. سجل على أنه حادث سير وقيل إنه عمل انتقامي من شريهان تمت التغطية عليه بحادث السير.
على أية حال كاد الحادث أن ينهي حياة شريهان لكنها خرجت منه بإصابات بالغة في العمود الفقري، استدعت سفرها إلى فرنسا كسر في الظهر..اضطرت لتركيب 7 مسامير بلاتينية..وزرع فقرات بالعمود الفقري..ثم أصيبت بتسمم بالجسد كله كاد يقضي عليها..وبقيت هناك لسنوات تحت الإشراف الطبي. قاومت شريهان المرض والآلام واستجمعت قدرتها وعادت إلى جمهورها مرة أخرى بالفوازير في العام 1993، كما قدمت مسرحيتها الشهيرة شارع محمد علي.
ولا تنسى شيري ان الفن كاد يمنعها من قيدها في جدول نقابة المحامين بعد حصولها على ليسانس الحقوق، حيث كانت تحلم ان تعيد فتح مكتب المحاماة الخاص بوالدها وان تعمل بهذه المهنة..وبررت النقابة موقفها بتعارض العمل الفني مع العمل بمهنة المحاماة واضطرت لرفع دعوى قضائية لتتمكن من ذلك..ونجحت في ان يتم قيدها ضمن صفوف المحامين..ولكنها فشلت في العمل بالمهنة لظروف كثيرة خارجة عن إرادتها.
عانت شريهان طويلا من اتهام البعض لها بانها تسعى لتقليد الفنانة نيللي وان تكون نسخة منها دون ان تطور نفسها..خاصة في استعراضات الفوازير الرمضانية.. ورغم انها دائما ما كانت تؤكد انبهارها وعشقها للفنانة نيللي وإعجابها بأدائها وموهبتها إلا أنها رفضت الرد على شائعات واتهامها بتقليدها وفضلت أن تعمل بصمت حتى اعترف منتقدوها بموهبتها الفطرية واجتهادها.