منوعات

رمضان في إندونيسيا.. الجو العائلي وموائد الرحمن

نور نيوز –

يحتفل المسلمون في كافة الدول العربية والإسلامية بقدوم شهر رمضان المبارك، ولكن كل دولة لها عاداتها وتقاليدها في استقبال هذا الشهر الكريم، وذلك وفقًا لثقافتها المتوارثة من جيل لآخر.
ولكن تظل البهجة والسعادة التي تظهر على المسلمين بقدوم هذا الشهر المبارك واحدة في كل دولة، ولذا رصدنا عادات وتقاليد المسلمين في “إندونيسيا”.
أبرز عادات وطقوس المسلمين في إندونيسيا :
–  مكافأة الحكومة الإندونيسية للطلاب:
تمنح الحكومة الإندونيسية أول ثلاثة أيام في الشهر الكريم إجازة للطلاب، ويحرص أغلب الإندونيسيين على البقاء لفترة أطول في المساجد وقراءة القرآن الكريم وتكثيف حلقات الذكر والتلاوة، وتصبح المساجد شعلة نشاط ديني، كما هناك العديد من الأنشطة تقام بعد صلاة الفجر، وكذلك في الفترة الصباحية.
–  مسجد “الاستقلال” و”رايا بيت الرحمن”:
تتميز إندونيسيا بالمساجد الجميلة، ويزداد إقبال الناس عليها خلال الشهر المبارك، ومن أبرز المساجد “مسجد الاستقلال” في جاكرتا، حيث إنه من أكبر المساجد في العالم بعد الحرمين الشريفين وثم يأتي بعده مسجد “رايا بيت الرحمن” في بندا آتشيه، وهو من أشهر المساجد التي يقبل عليها المصلون، خاصة لأداء صلاة التراويح، حيث إنها تقوم بالعديد من الأنشطة الرمضانية المختلفة، بالإضافة إلى إنها تقدم وجبات الإفطار المجانية للصائمين.
وتختلف عدد ركعات “صلاة التراويح” من مكان لآخر ما بين ثماني ركعات وحتى 20 ركعة في إقليم “آتشيه”، كما تقرأ الأذكار الجماعية بين الصلوات، والنساء يحضرن أيضًا صلاة التراويح في مكان في جانب المسجد.
ويكثر الإندونيسيون من الذكر وتلاوة القرآن وحضور الندوات والدروس الدينية بالمساجد، والتي تعرف باسم “تدارس”، ويخلدون للنوم عقب صلاة التراويح والاستيقاظ قبل الفجر لتناول وجبة السحور.
– العائلات الإندونيسية:
تهتم العائلات الإندونيسية بتزيين منازلهم، ووضع الزخارف عليها، فضلًا عن تزيين الشوارع ووضع اللافتات، كذلك العناية بالمساجد، حيث أن هذا الأمر من مظاهر استقبال الشهر الكريم في ورفع اللافتات، بالإضافة إلى إغلاق المطاعم والمقاهي أبوابها في الشهر المبارك، وارتداء الأزياء الشعبية والتقليدية، يزور بعض الإندونيسيون المقابر للدعاء لأحبابهم الراحلين.
كما تشهد أسواق إندونيسيا، إقبالًا كبيرًا على عكس باقي أشهر السنة، من قبل الأهالي، حيث أن سوق “تاناه أبانغ” ومحيطه في العاصمة جاكرتا يتم إغلاقه تمامًا أمام حركة السيارات.
– البدوق بدلًا من المسحراتي:
وتستقبل “إندونيسيا” الشهر الكريم بمجرد إعلان وزارة الشؤون الدينية الإندونيسية عن دخول الشهر المبارك، بقرع الطبول الإندونيسية التقليدية المعروفة باسم “البدوق”، وهي طبول ضخمة يتم قرعها فور الإعلان عن حلول شهر رمضان، حيث تجوب الشوارع شاحنات صغيرة تحمل “البدوق”، ويقوم الشباب بقرعها، وتقرع هذه الطبول قبل أذان المغرب للتعريف بحلول موعد الإفطار، وكذل للتعريف بأوقات الصلوات وإيقاظهم للسحور بدلًا من “المسحراتي”، وتعتبر هذه الطبول رمزًا للشهر الكريم في إندونيسيا.
– ظاهرة “حلال بحلال” :
هناك ظاهرة إنسانية في إندونيسيا، تسمى “حلال بحلال” تحث على التسامح بين الناس، وخاصًة المتخاصمين، ويكون ذلك في المنازل وفي المساجد ويقوم عليها مجالس مصالحة والعلماء حيث يحصر أبرز من بينهم خلافات ويتم الترتيب لجمعهم وإجراء التصالح.
– موائد الرحمن:
يهتم الإندونيسيون بإعداد موائد الإفطار ووجبات السحور على أكمل وجه، والتركيز على الأطعمة الصحية والفاكهة، ومن أشهرها شراب “تيمون سورى”، وهو من أشهر العصائر من فاكهة الشمام، وهناك أيضاً حلوى البطاطا المشهورة باسم “الكولاك”، في حين يتواجد “الأرز” في كل الوجبات، ويقدم ما يعرف باسم “ناسى جورينج” بجانب الأسماك أو الدجاج أو اللحوم.
ومن عادات الإندونيسيين عند الإفطار تناول قليل من المشروبات والحلوى المحلية وعصائر قبل صلاة المغرب، ثم الوجبة الرئيسة بعد الصلاة، كما يحرص البعض على الاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والإفطار بالتمر واللبن.
– الأنشطة الدينية:
يظهر دور المدارس والمعاهد والجمعيات الإسلامية في الشهر المبارك، حيث يقدمون برامج تُدرس القرآن والتوعية بفضائل هذا الشهر الكريم، والحرص على تقديم المساعدات للفقراء من خلال مشروعات “إفطار الصائمين”، وهناك في برامج يسمونها (PESANTREN KILAT)، وهي عبارة عن أنشطة دينية وثقافية خاصة بالطلاب الذين يقيمون بشكل كامل في مرافقها.
ومن المعلوم أن الدستور الإندونيسي يعترف بخمس ديانات ولكن الإسلام هو الأول، والإندونيسي لديه غيرة كبيرة على الإسلام حتى لو كان غير ملتزم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى