رمضان في ألمانيا.. حيرة وترقب بين المسلمين

نور نيوز –
منذ عقود تهيمن الحيرة والترقب في ألمانيا فيما يخص اليوم الأول من شهر رمضان، بسبب الاختلاف حول تاريخ الصيام، مما يؤدي إلى حالات من الارتباك والقلق خصوصا لدى اللاجئين الجدد الذين تعودوا على طقوس رمضانية خاصة في بلدانهم.
اختلاف المنهج
الاختلاف في الإعلان عن يوم موحد للصيام في ألمانيا يعود، حسب عبد الصمد اليزيدي “الأمين العام للمجلس المركزي للمسلمين” إلى الاختلاف في المنهج، ففي الوقت الذي يتبنى فيه المجلس التنسيقي للمسلمين والذي يضم المؤسسات الإسلامية الكبرى مثل الاتحاد التركي الإسلامي للشؤون الدينية، رابطة المراكز الثقافية الإسلامية، المجلس الإسلامي و المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا الرأي الفقهي الذي يجيز إتباع الحسابات الفلكية و بالتالي حسم بداية الشهور القمرية قبل دخولها، تتبنى مؤسسات إسلامية أخرى حسب تصريحه، الرأي الفقهي الذي يعتمد على الرؤيا العينية.
أما عن قرار اعتماد المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا على الحسابات الفلكية، يضيف أمينها العام اليزيدي في حديثه مع DW عربية، فهو لمساعدة المسلمين في ألمانيا على وضع الترتيبات المسبقة للعطل والأعياد، أيضا من أجل الدفع بالمؤسسات التعليمية لإلغاء الامتحانات ذلك اليوم والسماح للتلاميذ والطلبة بالاحتفال.
هذه السنة، يضيف اليزيدي، لن يكون هناك خلاف، ليس لأن المجموعتين اتفقتا، ولكن لأنه يتعذر رؤية الهلال يوم الخميس 25 أيار ، وبالتالي سيصوم المسلمون في ألمانيا يوم السبت 27 أيار.
تحديد اليوم الأول و الأخير من رمضان
وتبقى قرارات المجالس الإسلامية، حسب اليزيدي، بمثابة توصيات يأخذ بها جزء كبير من المسلمين في ألمانيا دون أن يتم إلزام الجميع بها، داعيا إلى توحيد الصفوف وتغليب المصلحة العامة للمسلمين. ويقول: “علينا أن نتحد من أجل مواجهة الأخطار التي تهددنا من اليمين المتطرف والتيارات العنصرية وأن نثبت من خلال أنشطتنا على انتمائنا للمجتمع الألماني.”
وهناك مجموعة من المؤسسات الإسلامية التي توافقت مع الأتراك فيما يخص تحديد اليوم الأول و الأخير من رمضان، إلا أن البعض لا يصوم عن اقتناع وإنما من أجل إتباع الأغلبية التي تشكلها الجالية التركية في ألمانيا، كما صرح بذلك الشيخ الميلود لحسيني رئيس اتحاد الأئمة بالراين/ ماين وإمام مسجد التقوى بمدينة فرانكفورت، لـ DW عربية: “الجالية التركية تتبع بلدها تركيا بقرار تركي منذ 1978 إلى يومنا هذا، نحن مستعدون للاجتماع حول الهلال الألماني ليس فقط كمسلمين بل كمواطنين ألمان في دولة مستقلة نتمتع فيها بكل حقوقنا، فلما لا نتبع رؤية هلال هذا البلد إذن؟ أما إن كان لا بد من تقليد بلد بعينه فالأحرى أن نقلد المغرب أو السعودية”.