Warning: getimagesize(https://www.noornews.net//wp-content/uploads/2019/07/nmnmn.jpg): Failed to open stream: HTTP request failed! HTTP/1.1 404 Not Found in /home/noornews/public_html/wp-content/plugins/easy-social-share-buttons3/lib/modules/social-share-optimization/class-opengraph.php on line 601
عربي ودولي

تركيا ما قبل إس 400 وما بعدها

كتب المستشار الإعلامي: أحمد فهيم

انتقلت الدولة التركية صوب مرحلة جديدة غداة حصولها على منظومة صواريخ أرض-جو S400 الأكثر تطورا في العالم.. وقبل الخوض في الدلالات السياسية لامتلاك تركيا فخر الصناعة الروسية تجدر الإشارة إلى أن هذه المنظومة تغني عن أسطول جوي ضخم من طائرات حديثة الصنع على غرار F35، فهذه المنظومة قادرة على إصابة أهداف مختلفة الأبعاد خارج المجال الجوي التركي بنحو 400  كيلومتر فضلا عن كونها قادرة على تدمير الصواريخ الباليستية في الجو بقدرة تصبح معها بطاريات الباتريوت الأميركية أشبه بألعاب نارية كالتي يطلقها المترفون ليلة رأس السنة.

إن وصول اول دفعة من منظومة S400 إلى أنقرة هي مدعاة لتأريخ سياسي جديد، في ظل أثرها على حلف الناتو المستهدف من قبل الرئيس بوتين، والذي باتت تقنياته مكشوفة أمام الدب الروسي وراداراته القادرة على رصد دبيب النمل، فضلا عن أثر ذلك على سمسار البيت الأبيض وربيبته إسرائيل التي لم تعد القوة رقم واحد في المنطقة، ناهيك عن سحب البساط أيضا من تحت النفوذ الايراني، والأهم من ذلك حسم التنافس غير المتكافئ بين تركيا وبعض الدول العربية على صدارة المشهد والسيطرة والنفوذ، وبأقل التكاليف (نحو مليارين ونصف المليار)، خلافا لمئات المليارات التي دفعها بعض العرب ضمن عقود اذعان وصفقات تسليح وهمية للتغطية على تجليات الاستعمار الجديد الذي تمتص به واشنطن خيرات البلاد والعباد دون أن تطلق رصاصة واحدة.

لقد تحركت تركيا صوب مصالحها الوطنية العليا رغم زعيق ونعيق ترامب وغلمانه في المنطقة، ولم تخش القيادة التركية على عرشها كما يفعل البعض، فهي تتغطى بقاعدة شعبية وليس بحليف أميركي سرعان ما يتخلى عن حلفائه ويذبح البقرة بمجرد أن يجف ضرعها.

لقد تحدى الرئيس اردوغان سمسار البيت الأبيض وثأر لبلاده من محاولة الانقلاب التي دعمتها واشنطن ضد النظام التركي، كما عبرت أنقرة بطريقتها عن سخطها إزاء الدعم الصهيوأمريكي المشبوه للورقة الكردية في وجه الدولة التركية، فنحن إذن أمام دولة كاملة السيادة وتحث الخطى صوب صدارة المشهد السياسي في المنطقة فيما الأعراب لا محل لهم من الإِعراب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى