مدونة سمر الصوالحيمقالات مختارة

تحديات التعليم الجامعي في عصر الرقمية

نور نيوز – سمر الصوالحي

 

نجد أن التعليم الجامعي أصبح ركيزة أساسية في الأردن مما إدى إلى ظهور فجوة وحاجة ما بين التعليم الأكاديمي والمهني والتوازي بينهما أصبح عامل مقلق نتيجة المخرجات وارتفاع معدلات البطالة، وهذه الفجوة خلقت تحدياً واضحاً للحكومة في توفير فرص العمل للخريجين وتدريبهم على المهارات التي يحتاجها سوق العمل وأيضاً في تغيير رؤيتها وإستراتيجياتها نحو التعليم،ولا يمكن لأي شخص يعيش في الوقت الحاضر أن ينكر دور التكنولوجيا الرقمية في حياتنا اليومية وفي العديد من المجالات، بما في ذلك التعليم، ففي عصر الرقمية، تتاح لنا الكثير من الفرص للتعلم والتطور من خلال استخدام التكنولوجيا، وهذا يشمل التعليم الجامعي.

 

ووفق دائرة الاحصاءات العامة بلغت نسبة البطالة في عام 2022 إلى 22.8% لكن الأرقام الحقيقة تتجاوز ال 50% كما تبين هذه النتائج والأرقام أن معدل البطالة مرتفعاً بين حملة الشهادات الجامعية

 

والشباب اليوم يبحث عن الطريق الذي يبدأ به للمستقبل وذلك بعد ما يقارب 16 عام من التعليم الدراسي و الجامعي وينتهي بإنتهاء مستقبل شهادة غير مرغوب بها في سوق العمل ،ولذلك يجب مواكبة التكنولوجيا واستخدامها بطريقة فعالة وذكية، مع الاحتفاظ بدور المدرس والمؤسسات التعليمية في توجيه الطلاب وتقديم المعرفة الأساسية وتنمية المهارات الأساسية.

 

 

وهنا يكمن تساؤل مهم في مسألة التعليم في الأردن :

ما هي الاستراتيجية والخطط والسياسات التي تقود التعليم نحو المستقبل والاستمرار في النمو والتطور والابتكار؟

ولذلك لا بد من إعادة صياغة المنهجية التعليمية بمفاهيم معاصرة حياتية لأن اليوم الطالب الذي يتم تقديم له مفاهيم معرفية يمكنه الوصول إليها بطرق ومصادر أخرى على سبيل المثال:

كيف يبني مشروع عمل؟

كيف يتكيف مع المتغيرات،؟

كيف يبني مستقبله؟

 

وكما نعلم أن المتغييرات الأخيرة التي شهدها العالم مثل وباء كوفيد 19 غيرت مفاهيم التعليم والعمل مما أصبح المستقبل غامض جداً فالتغيرات سريعة جداً لا تسمح بأي باحث ومتنبئ أن يضع فروضاً بها ،فاليوم الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد،وشبكات التواصل حددت أنموذجاً وحاجة جديدة للتعليم،والمستقبل على الأرجح لن يحفل بأي مناهج هرمية بل مناهج شبكية تنتج عن تبادل المعارف بين المتعلمين ونتائج أبحاثهم وتجاربهم ومشروعاتهم، والدراسة في المستقبل ستكون دراسة ذاتية بحيث يعمل الطالب مستقلاً بتوجيه من الآلة ولذلك ستزداد الحاجة إلى خدمات التوجيه والإرشاد وكيفية اختيار مواد التعلم والتعامل مع الأهداف.

 

ولكن للحديث عن واقع الحال اليوم التعليم المهني وحاجات السوق المحلية مرتفعة جداً مقابل التعليم الأكاديمي والذي يزيد من صفوف خريجه ونسبة البطالة به ،وما يثير الجدل أن خريجي حملة الشهادات الجامعية بعد ركودهم في صفوف البطالة يبحثون عن عمل ليس بضمن معايير شهاداتهم وإنما في المجالات المهنية والتي تلبي احتياجات السوق ، ولذلك لا بد من العمل على استراتيجية شاملة للتعليم وتعزيز التعليم التفاعلي من خلال إنشاء بيئات تعليمية تفاعلية وملائمة للطلاب

 

المدير العام لوكالة نور الإخبارية-سمر الصوالحي

 


تابعونا على نبض من خلال الرابط بالأسفل لتصلكم أخبارنا أولاً بأول

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى