عربي ودولي

بالصور ..ما هو عمل الرئيس ماكرون في صباه ؟؟

نور نيوز –

لعب المسرح دوراً في علاقة إيمانويل #ماكرون مع زوجته بريجيت، ففي عام 1993 عندما كان ماكرون في الـ 15 من عمره، وقع في غرام مع معلمته (39 سنة) التي كانت تلقنه دروساً في المسرح بمدرسة أميان بشمال فرنسا، وهناك خفق القلب مع التمثيل والأداء المسرحي.
وفي طفولته وصباه كان ماكرون وسيماً ولطيفاً ويحب #التمثيل، وكان يحب قضاء الوقت مع الكبار أكثر من الصغار، وهذه الصفات كانت إحدى العوامل التي غرست فيه صفات الزعيم وأهلته ليصبح أصغر رئيس في تاريخ #فرنسا، منذ عصر نابليون.

وبذراعيه الممدودتين وأصابعه المشدودة، ووجهه الصبياني، يظهر إيمانويل في مقطع فيديو يعود لتلك الفترة المبكرة من حياته، وهو يؤدي دوراً مسرحياً بالمدرسة في أميان؛ وكان قادرا على شدّ الجمهور بأدائه الدرامي.
ويظهر الفيديو ابن الـ 15 بصوت أجش لفتى وهو يؤدي دوراً استعراضياً على المسرح وذلك في مايو 1993.
وكان ذلك العرض ضمن ورشات مدرسة لا بروفيدنس اليسوعية الثانوية في مدينة أميان، حيث كانت بدايات #الحب الذي سوف يشغل العالم فيما بعد، بعد أكثر من عشرين سنة مع دخول ماكرون سباق الرئاسة الفرنسية، إلى فوزه.

في دور خيال المآتة


كان ماكرون يؤدي دور ‘خيال المآتة’ أو ما يسمى مسرحياً الفزاعة في المشهد بثياب رثة، تحت إشراف السيدة بريجيت، التي تكبره بـ 24 سنة، وكان المقطع يُصوّر نوعاً من القصص التي تقوم على الرومانسية الممتزجة بالخوف والترقب، لكن الحياة تبدو أغرب من ذلك المسرح، كما في تجربة إيمانويل نفسه لاحقاً.
وغادر الفتى أميان إلى باريس في سن الـ 17 للدراسة الجامعية وهو يخبر معلمة الدراما بأنه سوف يعود ذات يوما ليتزوجها، ولم تكن تلك مجرد مزحة، أو امتدادا لما يؤديه على خشبة المسرح، إنما هي حقيقة ماثلة تحققت فعليا.

وبالفعل في عام 2007 تزوج الاثنان، وذلك بعد 17 سنة من أول لقاء بينهما، حيث كانت بريجيت قد تطلقت وقتها من زوجها، واستطاع الممثل البارع أن يتجاوز عناد أسرته ويمضي في خياره بالحياة.
تأثره بجدته
ولد ماكرون في أميان لأم طبيبة وأب يعمل طبيب أعصاب، وكان طالبا ذكياً للغاية، وقد كانت واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً في طفولته جدته لأمه مانيت، التي كانت أيضا معلمة.
وقد قال ماكرون للصحافيين، مرة، إن جدته مانيت هي التي قدمته إلى الأفكار اليسارية المثالية، وغرست فيه شغف القراءة ومحبة الكتب مدى الحياة.

وفي سن صباه ومراهقته كان يتحاشى من هم في سنه ويجالس الكبار، وغالبا ما يتناول العشاء مع معلميه، كما كان يتجنب مصاحبة الفتيات المراهقات في عمره، كما يفعل زملاؤه في المدرسة المهووسين بذلك.
وكان دائما ما يناقش القضايا الكبيرة مع المعلمين، ويحب الكتب التي يحملها معه دائما، وقد كانت لديه الكثير من الكتب.
علاقته مع كبار المنظرين
هذا التقارب مع كبار السن قاده مبكراً لإقامة علاقة وثيقة مع جاك أتالي، وهو المنظر الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي البارز الذي عمل مستشاراً للرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران، ويبدو أنه إحدى الشخصيات التي زرعت فيه مبادئ مهمة في المسائل الاقتصادية؛ فقد تولى ماكرون منصب وزير الاقتصاد فيما بعد سنة 2014.

وقد تخرج ماكرون من المدرسة الوطنية للإدارة في 2004 والتي تعتبر من أرقى الكليات الجامعية في باريس، وانضم بعد التخرج إلى المفتشية العامة المالية في فرنسا، وعين نائبا لمقرر لجنة الحزبين، برئاسة أتالي، التي هدفت إلى تعزيز النمو الاقتصادي الفرنسي.
وقد لعب أتالي دوراً في فتح فصل جديد في حياة ماكرون، من شأنها إكسابه الثروة أو فهم النظام العالمي العولمي في الرأسمال، لكن ذلك أكسبه نظرة مخزية إلى قسم من اليسار الفرنسي الذين ينظرون إلى النظام المصرفي على أنه شرّ محض.

العمل في المصارف
انضم ماكرون، بدعم من أتالي، إلى روتشيلد وسيي بنك، وهو بنك استثماري يملكه روتشيلد وشركاه. وقد صعد بسرعة في البنك ليصل إلى صفوف الشركاء الإداريين، ومليونيرا على الطريق.
وفي تلك الفترة كان قد تزوج من بريجيت تروجنيوكس في بلدة لي توكيوت بشمال فرنسا، ليبدأ حياة نشطة تجمع بين النشاط الجم في العمل مع ممارسة #الرياضة مثل التنس وركوب الدراجات، كذلك حب الموسيقى بالعزف على البيانو.

وهكذا جمع بين حصوله على جائزة في العزف على #البيانو مع درجة الماجستير في الفلسفة، بما في ذلك الارتباط مع الفيلسوف الفرنسي بول ريكور، وعلاقته مع أتالي وإعجابه به.
لكن يبدو أن الحياة في القطاع الخاص، ومهما كانت مجزية، لم تكن لترضي طموحات ماكرون الذي لا يهدأ ففي مايو 2012، تم تعيينه نائبا للأمين العام في قصر الإليزيه الرئاسي، ليؤدي دورا كبيرا بين موظفي الرئيس فرانسوا #هولاند.

موزارت الإليزيه


حتى تلك الفترة لم يكن ماكرون معروفاً لدى العامة، لكن نجمه سرعان ما قفز في الصحافة الفرنسية، مع دخوله #الإليزيه ونال لقب ‘موزارت الإليزيه’ لقدرته على التنسيق والإيقاع والضبط، تماما مثل المؤلف الموسيقي موزارت.

ولم يمض سوى عامين وفي سن الـ 37 تم تعيينه كأصغر وزير اقتصاد في فرنسا، ليحل محل سلفه، أرنو مونتيبورغ.
وفي منصبه الجديد قاد مجموعة إصلاحات في مجال الأعمال أدت لغضب النقابات العمالية وأنصارها من اليساريين المتطرفين.
تأسيس حركة إلى الأمام
لم يبق الوزير الشاب في المنصب طويلاً، ففي أغسطس 2015 أعلن السياسي النزاع للحرية، أنه غادر الحزب الاشتراكي ليصبح مستقلاً.

ولم تمض سوى سنة حتى أعلن عن تأسيس حركة ‘إلى الأمام’، التي انتقدت بشدة من اليسار الفرنسي.


لكن ماكرون كان على ما يبدو قد قرأ بدقة أوراق السياسة، وعرف ما الذي يعجز #اليسار الفرنسي عن مواجهته، وأن عمر الأحزاب السياسة الراسخة لا سيما الحزب الاشتراكي الذي لم يعد يحظى بشعبية، قد انتهى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى