خبر رئيسي

المحيسن يكتب: قلوبنا معكم وسيوفنا عليكم .. إيران تقدم القرابين

نور نيوز –

المحامي سليم المحيسن
 
بات من الواضح أن ايران تصفي حساباتها مع اسرائيل بتنازلات في المنطقة، هذا ما نراه للوضع القائم حاليا في الشرق الأوسط وإعادة ترتيب الأوراق من جديد، فقبل 3 ايام من اغتيال السيد حسن نصرالله، ظهر محمد علي الحسيني أمين عام المجلس العربي الاسلامي في لقاء مباشر عبر قناة العربية دعا خلاله نصرالله الى جمع شمله وكتابة وصيته قائلا له: “من اشتراك باعك اليوم”، مشيرا الى ان ايران قدمت معلومات وطلبت ثمنا مقابل رأس السيد، معتبرا انه تعرض لخديعة من طهران.

وبالفعل قتل زعيم حزب الله في غارات عنيفة شنتها إسرائيل، الجمعة، على الضاحية الجنوبية لبيروت، ليصبح المشهد اكثر وضوحا بأن ايران تخلت عن جميع الجماعات الموالية لها تباعا، فصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية نقلت عن مصدر أمني لبناني قوله، إن جاسوسا إيرانيا زود إسرائيل بمعلومات عن موقع زعيم حزب الله حسن نصر الله قبيل اغتياله، ما يعني أن ايران تصفي حساباتها مع اسرائيل بتنازلات في المنطقة، هذا ما نراه للوضع القائم حاليا في الشرق الأوسط وإعادة ترتيب الأوراق من جديد.

لا مفاجآت فيما يخص عمليات الاغتيال التي تنفذها اسرائيل في المنطقة حيث تتساقط الاسماء كما لو كانت عصافير على شجرة او “مسبحة وفرطت”، واليوم بات حديث الشارع العربي كله بالسياسة والجميع يحلل ويدقق وبين هذا وذاك نرى أن الجميع يذهب الى أن طهران تقدم حلفائها كقرابين لغايات باتت مكشوفة منذ 7 أكتوبر، عندما تجاوزت إسرائيل الخطوط الحمراء الإيرانية مرارا وتكرارا، منها العملية البرية في قطاع غزة، والهجوم الجوي الإسرائيلي على مبنى قنصلية إيران في دمشق، واغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران، وقبله قاسم سليماني قائد فيلق القدس، والآن حسن نصر الله.. وكل هذا ولازالت ايران تحتفظ بحق الرد!..

عام واحد تغيرت فيه قادة اللعبة، فمنذ اندلاع طوفان الاقصى لم يتوقف شلال الدم في المنطقة التي بات الجميع مدركا ان اسرائيل استغلتها جيدا ووجدت فيها فرصة ذهبية ليتسنى لها اجتياح غزة والاستيلاء عليها.

الخلاصة، أن اسرائيل بحكومتها اليمينية المتطرفة تسعى إلى كسب حرب طويلة الأمد، والأخطر من ذلك أن رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو يريد الذهاب إلى أبعد من ذلك فطالما أعلن وصرح أن الحرب لن تتوقف الا بشروط اسرائيل المعلنة وهي نزع سلاح المقاومة ورحيل قادتها للخارج واقامة إدارة مدنية تديرها السلطة الفلسطينية وليس هذا فحسب، بل ان نتنياهو قالها جهارا نهارا: المنطقة بعد 7 أكتوبر لن تكون كما قبلها، بمعنى أن اسرائيل تريد التوسع وإنهاء أي خطر يهدد مستوطناتها في الجهة الشمالية وهذا ما قدمه في خريطة اسرائيل الكبرى قبل الحرب وحتى تحت قبة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79.

قَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَقِيَنِي الْحُسَيْنُ (عليه السَّلام) فِي مُنْصَرَفِي مِنَ الْكُوفَةِ، فَقَالَ: “مَا وَرَاكَ يَا أبَا فِرَاسٍ”؟
قُلْتُ: أَصْدُقُكَ؟
قَالَ: “الصِّدْقَ أُرِيدُ”.
قُلْتُ: أَمَّا الْقُلُوبُ فَمَعَكَ، وَأَمَّا السُّيُوفُ فَمَعَ بَنِي أُمَيَّةَ، وَالنَّصْرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ.

واعجبتني مقولة أختم بها هنا؛ أن السجاد الإيراني الفاخر يستغرق سنوات لحياكته، ولكنه يباع في الآخر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى