التجارب العربية والشباب

نور نيوز – سمر الصوالحي
لا سيما ان الشباب في الوطن العربي لديهم احتياجات مشتركة وتحديات تواجههم أثناء الخوض في ساحات بناء المستقبل ولكن باختلاف المعطيات والظروف التي تكمن في برامج تنمية الشباب في مجتمعاتهم،و حقل المشاركة السياسية والاصلاح السياسي والتطور الديمقراطي هو ما يجول في خاطر الشباب اليوم في أغلب البلدان العربية،وهنا تكمن اسقاط نظرية الاقتراب النسقي للعالم ديفيد ايستون والذي يندد به الشباب في التجارب العربية وذلك باستحداث المدخل وتعديله وهو النظام السياسي والسياسات العامة في الدولة للوصول الى اصلاح حقيقي
تتمثل بمخرجات لا سيما أن تكون اقتصادية لأن العائق المشترك والاهم للشباب هو العامل الاقتصادي بما في ذلك عدم وجود فرص عمل كافية ولائقة بمخرجات التعليم العالي،و ارتفاع معدلات بطالة الشباب العربي من 19.5% عام 2012 إلى 23% عام 2020، بما في ذلك في عام 2021 ارتفعت هذه النسب الى12.5% وفق تقرير الأمم المتحدة
أعلاها في فلسطين بمعدل 31% ثم ليبيا بمعدل 22% وتونس والأردن بمعدل 21% ،ما يعد أعلى معدل بطالة على مستوى العالم، والأسرع نمواً كما يعاني الشباب كذلك من ضعف المشاركة العامة وغير الممكنة ومن ضعف جودة الخدمات الصحية والتعليمية والمهارات الحياتية الملائمة لهم
اليوم ما يواجه الشباب من تحديات في مختلف التجارب العربية سوء ادارة وتخطيط متراكم في مجال التنمية الشبابية
فاليوم لدراسة الظواهر التنموية والسياسية في المجتمع واصلاحها لا بد من دراسة الظواهر الاجتماعية وتأثيرها في فهم توابع هذه المخرجات منها المشاركة السياسية لدى الشباب والتي تعنى بأهمية عملية التنمية في هذا المجال
وللعمل أيضاً على تغيير فجوة عدم الثقة بين الشباب وصناع القرار ولتحليل الواقع المحلي للعملية التنموية السياسية للشباب الأردني اليوم فالشباب يتجهون للمشاركة السياسية عبر مؤسسات المجتمع المدني بدلاً عن الاحزاب فهي أقل خسائر وأقل تضحية في طموحاتهم وأهدافهم كما انهم يعتبروا أن هذه المؤسسات اداة للضغط على انتاج سياسات عمومية تسعى لتلبية هذه الاهداف بدلاً من الحزب السياسي
ومن هنا يكمن سؤال مهم للغاية لماذا الشباب يتوافدوا في الحراكات ويبتعدون كل البعد عن صناديق الاقتراع
لماذا يحتجوا الشباب ويعبرن عن آرائهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ويبتعدون كل البعد عن الاحزاب
وما هي اهداف الحزب السياسي واهميته في تنمية وتنظيم الحياة السياسية
وكيف يتم وضع استراتيجيات محددة فقط من قبل صناع القرار حول التنمية الشبابية ما بين أعوام وأعوام دون تحديثها بالمتغيرات التي أصبحت متغير وعامل أساسي في هذه الخطط
الاجابة الحقيقية أمام المشاركة السياسيةللشباب وتنظيمها هي دراسة الماضي للمضي قدماً للأمام
اليوم العهل الأكبر لا يكمن برسم أولويات ومعالم خارطة الطريق بأعوام قصيرة المدى
بل نحنُ بحاجة لتخطيط نقوم به سعياً وجهوداً لبناء العمر الثاني لمئوية الدولة
التجارب العربية في الاصلاح والتحديث تأخذ أنموذجاً لإسقاطها اليوم على الواقع المحلي وأيضاً من أجل تحقيق قفزة نوعية ذات طبيعة تحولية للشباب في المنطقة العربية و حاجة ماسة إلى اعتماد نموذج جديد يدعم حقوق الشباب وإمكاناتهم لتحسين مساهمتهم في التنمية المستدامة
ويستدعي ذلك وجود منصة محلية دينامكية مخصصة تجمع الشباب مع صناع القرار لتبادل الأفكار والمعلومات والخبرات واستكشاف حلول مبتكرة لتعزيز الحوار ما بينهم
المدير العام لوكالة نور الإخبارية-سمر الصوالحي
تابعونا على نبض من خلال الرابط بالأسفل لتصلكم أخبارنا أولاً بأول