عربي ودولي

إعلامية بريطانية تستخدم عبارة “الحل الأخير” النازية تعليقاً على تفجير مانشستر..

فكيف ردَّ المجلس الإسلامي للمدينة؟

نور  نيوز –

وصلت الشرطةَ البريطانية بلاغاتٌ بحق الإعلامية كيتي هوبكينز الشهيرة بمواقفها المعادية للإسلام والمسلمين، بعد قيامها بإطلاق نداء من أجل “حل أخير” بعد الهجوم الإرهابي الذي وقع بصالة مانشستر آرينا للحفلات والمناسبات مؤخراً.

وسرعان ما حذفت الصحفية التي تعمل في صحيفة الديلي ميل البريطانية تغريدتها على موقع تويتر، بعد أن حوت تلك التغريدة أصداءً لا تخطئها أذن تحاكي الوصف النازي الذي استخدِم للدلالة على محرقة الهولوكوست اليهودية، وسط إدانة واستياء كبيرين من تلك التغريدة “المشينة”، حسبما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.

ففي تغريدتها التي وجهتها لمذيع برنامج Good Morning Britain فيليب شوفيلد كتبت هوبكنز “22 قتلى والعدد في تزايد. إياك أن تجرؤ يا شوفيلد. لا تكن جزءاً من المشكلة. نحن بحاجة لحل أخير. #مانشستر. 23 مايو/أيار 2017”.

لكن هوبكينز سرعان ما حذفت التغريدة واستبدلتها بأخرى غيرت فيها اللفظ إلى “إننا بحاجة إلى حل حقيقي”، لكن نقادها دعوا لإقالتها من الديلي ميل ومن محطة LBC الإذاعية، وفقاًللإندبندنت.
البلاغات ضد هوبكينز وتغريدتِها سُجلت لدى شرطة العاصمة البريطانية، فتلك لم تكن سوى جزء يسير من هجوم مطول وجهته هوبكنز للمسلمين، لكن الشرطة قالت إنه من المبكر التأكيد إن كانت التحقيقات ستجرى بهذا الشأن.

التفجير الأسوأ
جاء كل هذا في أعقاب مقتل 22 شخصاً وجرح 59 آخرين في تفجير انتحاري بصالة مانشستر أرينا ليلة الإثنين، حيث كان الآلاف ومنهم أطفال ومراهقون كثر يهمون بمغادرة الصالة بعد حفل غنائي أحيته المغنية الأميركية آريانا غراندي، وكان الحشد متوجهاً نحو محطة فيكتوريا لعربات نقل الترامواي جنوب مبنى الصالة عندما ضرب الانفجار البهو.

وهذا هو الهجوم الإرهابي الأسوأ في المملكة المتحدة منذ تفجيرات لندن في عام 2005 التي قتل فيها 56 شخصاً.

وتتعامل الشرطة مع تفجير مانشستر على أنه حادثة إرهابية، والتحقيقات جارية في كون المنفذ وحيداً أم يعمل ضمن شبكة أوسع.

رئيسة وزراء البلاد تيريسا ماي فقد نددت بـ”الهجوم الإرهابي الفظيع” وترأست اجتماعاً للجنة “كوبرا” لطوارئ الحكومة هذا الصباح.

رد فعل المسلمين
من جانبها، قامت جمعية Human Appeal الخيرية الإسلامية الأكبر في بريطانيا بإطلاق نداء إنساني لجمع الأموال من أجل ضحايا مانشستر وعوائلهم وذويهم، حسبما كتبت هارييت شيروود الصحفية التي تغطي القضايا والأخبار الدينية بصحيفة الغارديان البريطانية.
أطلق على الحملة التي انطلقت يوم الثلاثاء اسم Muslims for Manchester (مسلمون من أجل مانشستر)، لاسيما أن مقر الجمعية الخيرية هو مانشستر أيضاً.

عثمان مقبل، الرئيس التنفيذي لجمعية Human Appeal، قال “بصفتي مسلماً مانشسترياً وأباً لأطفال فإني أريد لضحايا اعتداء ليلة الإثنين ولعائلاتهم أن يعلموا بأنهم لا يغيبون عن دعواتي وأدعية كل من في جمعية Human Appeal والجالية المسلمة في مانشستر. ورغم أن التفاصيل مبهمة حالياً إلا أنه على ما يبدو اعتداء قذر وآثم يستهدف الأبرياء من أفراد مجتمعنا.”

وتابع مقبل حديثه للغارديان “إن جالية مانشستر الإسلامية تقف في وحدة صف مع كل من بالمدينة.. مرة أخرى أوجه حبي ودعواتي للضحايا وذويهم ولهذه المدينة العظيمة.”

اليهود
من جانبه، قال جوناثان آركوش، رئيس مجلس نواب اليهود البريطانيين “خواطرنا عند الضحايا ودعواتنا لكل الذين علقوا في اعتداء صالة حفلات مانشستر في حفل آريانا غراندي الغنائي ليلة البارحة. إن هذا الاعتداء الهمجي على الشباب اليافع سيستوجب رداً، لكننا لن نمنح المعتدين النصر بالسماح لأنفسنا بالانقسام. إن رد كل أهالي جاليات مانشستر بتوفيرهم المأوى والمواصلات لبعضهم البعض هو علامة على صمود مجتمعنا وعلى أن الإرهاب سوف لن ينتصر.”

وقال الحاخام غيرشون سيلينز راعي معبد وجالية Manchester Liberal Jewish Community (يهود مانشستر الليبراليين) في حديثه للغارديان أن هذا الاعتداء أمرٌ لا يعقل.

وتابع “أمرٌ لا يُعقلُ للكثيرين منا أن تتم فظاعة شنيعة كهذه في حفلة غنائية تعج بالأطفال والمراهقين الصغار؛ إنه مكان عادة ما يعج بالفرح والإثارة. اليوم مع استيقاظنا على خبر مقتل العشرات من صغار السن قبل أوانهم وانقلاب مسار حياة الكثيرين، نستشعر أن رعب الموقف لا يعقل أبداً. إن هذا اليوم بالنسبة للعديد من العائلات ما هو إلا بداية الحداد على الأرواح التي فقدوها، أو بداية واقع جديد لحياة أفراد عائلة تغير وتضرر بلا رجعة.”

ومضى الحاخام سيلينز يقول كذلك “ولكن مع توالي الأمثلة والقصص التي تخرج من فرق الإسعاف التي تعمل دون كلل أو ملل في مشهد الإغاثة، ومن العائلات والمتاجر المحلية التي فتحت أبوابها، نستذكر هنا أنه في هذه الأوقات بالذات تزداد عرى مجتمعنا قوة لا تنفصم. اليوم نقف جنباً إلى جنب في أعقاب هذه الفظاعة دعماً للمنكوبين والجرحى. اليوم نقف كلنا سوياً.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى