إسرائيل والسوق السوداء

نور نيوز – هبة الجوارنة
وفي حين غياب تسليط الضوء عن قضايا مقابر الأرقام الا أنها تُعد ستاراً واقيًا لأجرائم أعظم في الخفاء, حيث كان انتقام إسرائيل منجثامين الشهداء وذويهم لم تنتهي حدوده عند مقابر الأرقام بل هناك جريمةً أبشع ترتكب بحق الشهداء يسرقون أعضاء أبنائنا ويبعونها فيالسوق السوداء.
وحيث قام الصحفي السويدي ” دونالد بوستروم” بتوثيق جريمة من جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في حق شهداء المُحتجزة جثامينهم, اقترف المحظور وكشف جريمة سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين من قِبل إسرائيل، ففي مقال نشرته صحيفة “أفتونبلاديت” الأكثر انتشاراًومصداقية في السويد بعنوان “إنهم ينهبون أعضاء أولادنا” تناول فيها حادثة عايشها بنفسه إبان الانتفاضة الأولى 1992 كان بطلها شابافلسطينيا يُدعى بلال غنَّام (19 عاما) قتله الجيش الإسرائيلي واستولى على جثته ثم نقلها بواسطة مروحية عسكرية إلى معهد أبو كبير بتلأبيب.
وبعد خمسة أيام تم إعادة الجثة إلى قريته بالضفة الغربية في الليل وقطعوا الكهرباء عن القرية مطالبين ذويه بدفنه فوراً، ولكن كانت المفاجأةعندما تدارى الكفن الأبيض عن جسده على القبر ليكشف عن جثةٍ منزوعة الأسنان مشقوقة ومخيطة من البطن وحتى الذقن, فأين ذهبتأسنانه ولم شُرحت جثته؟
وعلى حدِّ قول “بوستروم” فإنَّ قوات الاحتلال قتلت في ذلك العام 133 فلسطينيا 69 جثة منهم تمَّ تشريحها وسرقت أعضاؤها وكان بلالأحدهم, وربط “دونالد” بين ذلك وعصابة قُبِضَ عليها في ولاية نيوجيرسي في شهر يوليو 2009 تقوم بالإتجارغير القانوني بأعضاء البشر،وتضم العصابة حاخامات إسرائيليين ويقودها رجل الأعمال اليهودي “ليفي روزنبوم“.
وأن مقابر الأرقام ليست احد الوسائل المستخدمة لقمع الشبان الفلسطينين فقط الا انها وسيلة سلسة لأستخراج الجثامين وسرقت الأعضاءمن الشهداء في ضوء تغيبّ والتكتم الإعلامي على الجرائم المرتكبة في حقهم وحق ذويهم.
وأيضاً يتم دفن جثامين الشهداء في تلك المقابر بعمق قليل جدًا, وهناك بعض الجثامين لا يقتصر وضعهم بالقبور وأنما محتجزين فيثلاجات خاصة دون دفنهم حتى, وحقوق الانسان تفقد صوتها كليًا أمام قضايا احتجاز الجثامين ودفنهم وسرقت أعضائهم.
ودونالد كان يعلم ما ينتظره ووقف منتصباً أمام هيجان إسرائيل وأدواتها في الغرب في ردة فعلهم، لم يُبال أمام اتهام إسرائيل الخطيرللغاية له بمعاداة الساميّة والعنصرية وتهديداتٍ وصلت حدَّ تهديده بالقتل هو وابنته، وتشبيه تحقيقه وإسقاطه على حادثة “فِرية الدم” فيالعصور الوسطى والتي تقول إن اليهود كانوا يستخدمون دماء الأطفال المسيحيين في طقوسهم الدينية.
ورغم ذلك كله يذكر أنه في أبهى تجلياته الضميرية لأنه استند في اكتشافه إلى القانون ومحملاً إسرائيل كل ما ارتُكِبَ من جرائم بحقالشعب الفلسطيني، ومشدداً بقوله إنه “.. لقد حان الوقت لمعرفة الحقيقة عن هذا النشاط المريب، عمّا يحدث وحدث في المناطق الفلسطينيةالمحتلة على يد إسرائيل..”
وحيث استفاد “دونالد” من مناخ الحرية والديمقراطية في السويد ومن القانون الأساسي السويدي الذي ينص على حرية الرأي وحريةالصحافة من دون تدخل السلطة التنفيذية، وهذا ما أكدته الحكومة السويدية ورئيس وزرائها “فريدريك راينفيلدت” بقوله: “لا يمكن لأحد أنيطلب من السويد أن تخالف قانون حرية التعبير وحرية الصحافة بالبلاد“.
وهنا تبرز وتتجلى قدسية مهنة الصحافة ودورها في صنع الرأي العام وتحفيزه وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية العادلة في هذا العالمللدفع باتجاه الوقوف ضد الظلم وإحقاق الحق ونصرته، وخصوصاً في هذه الحالة حين تعرض القضية من صحفي غربي وعبر وسيلةإعلامية غربية موجهة للغرب المغيّب لصالح إسرائيل عن حقيقة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المُحتلة.
تابعونا على نبض من خلال الرابط بالأسفل لتصلكم أخبارنا أولاً بأول