أهمية حاضنات الأعمال للشباب
نور نيوز – سمر الصوالحي
تعد ريادة الأعمال محركاً ودافعاً أساسياً لتغيير ثقافة المجتمع إلى ثقافة الأعمال، كما تمثل أحد المداخل الأساسية للتطور الاقتصادي لمختلف المجتمعات لدعم الشباب أصحاب الفكر الريادي والإبداعي، وذلك من خلال حاضنات الأعمال والتي تلعب دوراً حيوياً في تعزيز رؤية التحديث الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة ، وهي من أهم عناصر التنمية في الاقتصادات الحديثة ، وأداة لتسريع عمليات الابتكار في الأعمال، ويكمن ذلك في احتضان الطاقات البشرية القادرة على العمل والإبداع.
واليوم عندما يخطو الشباب خطوة في عالم ريادة الأعمال، يواجهون العديد من التحديات والصعوبات التي يصعب عليهم تجاوزها بمفردهم. وإن توفير بيئة داعمة ومجهزة بالموارد والخبرات المطلوبة يعد أمراً حاسمًا لنجاحهم. وهنا تأتي أهمية حاضنات الأعمال، فهي تلعب دورًا أساسيًا في توفير الدعم والإرشاد اللازم للشباب الراغب في بناء مشاريعهم الخاصة منها:
- دعم تطوير الأفكاروغالبًا ما تبدأ ريادة الأعمال بفكرة بسيطة ومبتكرة، ولكن لتحويل هذه الفكرة إلى مشروع قابل للتنفيذ، يحتاج الشباب فيه إلى دعم ومساعدة، وعلى هذه الحاضنات توفيرالمساحة والإمكانيات الضرورية لتطوير الأفكار واختبارها وتحويلها إلى نماذج عمل فعالة،كما يجب أن تمنح الشباب الفرصة للتعلم من تجارب رواد الأعمال الناجحين الذين يمكنهم تقديم نصائح قيمة ومساعدة في تطوير الأفكار بشكل أفضل.
- توفر فرص العمل (الوظائف)، وزيادة معدلات نمو الدخل، والمساهمة في تنويع الاقتصاد المحلي، علمًا بأنه ينظر إلى تلك الآثار في إطار حاضنات الأعمال مجتمعة وليس في إطار الأثر المنفرد لكل حاضنة على الاقتصاد، وهذا ما يجعل الباحثين يصنفون حاضنات الأعمال بأنها تضيف قيمة أفضل للتنمية الاقتصادية من ناحيتين best value الأولى: من خلال مساعدة الشركات المحتضنة على خفض التكاليف الإنتاج وبالتالي تحقيق الميزة التنافسية القائمة على التكاليف المنخفضة Low cost، والثانية مساعدة الشركات المحتضنة على رفع معدل العائد على الاستثمار Return on Investment إلى المستوى الذي يجعل المستثمرين يفضلون البقاء والاستمرار في الأقاليم أو المنطقة الجغرافية التي تسعى حاضنة الأعمال بخدمتها وهو ما يعرف بتوطين الصناعة.
وبالتالي تسعى الحاضنة لتوفير البنية التحتية للمشروعات التي تغذي المشروعات الكبيرة والمتوسطة القائمة بالفعل، وتحويل البطالة بالمجتمع إلى قوة اقتصادية قادرة على العطاء وتوفير الوظائف للغير من خلال زيادة عدد المشروعات، وزيادة فرص العمل، وزيادة معدلات الدخل في المجتمع المحلي، وتشجيع الفئات التي لا تملك الخبرات الكافية لإقامة المشروعات الخاصة لديها، وتوجيه ريادي الأعمال نحو المشروعات عالية التكنولوجيا، وتدعيم الجهود التعاونية بين القطاع الخاص والجامعات ومراكز البحث العلمي والهيئات الحكومية للنهوض بالمجتمع المحلي .
وهنا يكمن دور الحكومات والمؤسسات في دعم حاضنات الأعمال وريادة الشباب والذي يعتبر أمراً حيوياً لتعزيز الابتكار والاقتصاد وتشجيع النمو المستدام وذلك:
- من خلال إنشاء بيئة قانونية وتشريعية ملائمة لنمو حاضنات الأعمال والتي تشجع على التكنولوجيا والابتكار وتوفر فرصاً عادلة ومتساوية للشباب الراغبين في تأسيس أعمالهم الخاصة وقد تشمل هذه السياسات تسهيل إجراءات الترخيص وتخفيض الضرائب للشركات الناشئة وتوفير تمويل مناسب لهم.
- تقديم الدعم المالي المباشر لحاضنات الأعمال والشباب الرياديين من خلال توفير التمويل والمنح الاستثمارية وهذا يساعد على توفير رأس المال اللازم للشباب لتطوير أفكارهم وتنفيذ مشاريعهم وتوسيع نطاق أعمالهم كما يجب على المؤسسات الحكومية والوزارات المعنية تعزيز تعاون القطاع الخاص والمستثمرين لتوفير الفرص المالية للشباب الريادي.
- تنظيم برامج تدريبية وورش عمل ودورات تدريبية متخصصة في مجال ريادة الأعمال والإدارة العامة و هذه البرامج تساعد الشباب على تطوير المهارات اللازمة لإدارة وتنمية أعمالهم بنجاح.
في النهاية يجب أن نؤكد أن دعم المشاريع الناشئة وتحويلها إلى مشاريع كبيرة ومنتجة وناجحة ومد يد العون للشركات الصغيرة بالشراكة مع القطاع الخاص هو المساهمة العظيمة التي يمكن أن تقدمها المؤسسات الحكومية والوزارات المعنية ،لأنه بذلك تبنى سياسات ورؤى اقتصادية صحية تواكب التطورات التكنولوجية في العالم،كما تلعب دوراً مهماً في تعزيز التنمية المستدامة
المدير العام لوكالة نور الإخبارية-سمر الصوالحي
تابعونا على نبض من خلال الرابط بالأسفل لتصلكم أخبارنا أولاً بأول